• اخر الاخبار

    27 أغسطس، 2017

    صداق الست الحرة يكشف العبودية بتطوان



    صداق الست الحرة يكشف العبودية بتطوان






    في عصرنا الحالي إذا سألت بعض من الفقهاء والخطباء عن مسألة العبودية في الإسلام؟، فحتما سيجيبك كالتي:

    إن الاسلام قد جاء بالحرية للعبيد  قبل 14 عشر قرنا، وسيحدثك عن بلال كأول مؤذن في الاسلام ،وسلمان القادم من بلاد الفرس ،وحادثة ابن عمرو ابن العاص ببلاد مصر إلى آخر القصة.

    أكثر من ذلك سيكشف لك بعض الفقهاء وجهابذة الإعجاز، إلى كون  الرئيس" لينكولن" الذي أصدر أول  مرسوم مدني "غير ديني"، لتحرير العبيد بأمريكا ،سرق مضمون مرسومه، من عند المسلمين، الذين كانوا سباقين دون بقية العالمين، في قضية إلغاء العبودية قبل أربعة عشر قرنا الخ.


    عندما نترك كلام الفقهاء الأحادي زاوية المعالجة جانبا، ونذهب نستنطق خبايا الوقائع التاريخية المستندة على معطيات مكتوبة ودقيقة، فإننا نجد أنه بعد مرور أزيد من 9 قرون عن ظهور الاسلام، كانت العبودية والرق أمرا شائعا ومعمولا به بشكل  طبيعي، في جميع أقطار دار الإسلام ، والدليل على ذلك ،عقد صداق السيدة الحرة ملكة تطوان، مع سلطان فاس أحمد الوطاسي ببلاد الغرب الاسلامي.

    عود على بدء

    قبل إدراج المقتضيات الواردة في عقد زواج السيدة الحرة أميرة الجبل وملكة تطوان، المبرم مع زوجها الثاني سلطان المغرب أحمد الوطاسي، والتي تشير بشكل قطعي إلى وجود ظاهرة العبودية بتطوان، يجب أن نلفت الانتباه أن اسم "الحرة" The free women، هو في حد ذاته، يجب تمحيصه كرسالة بالغة المعنى والحمولة.

    وفي هذا الصدد اختلفت الروايات حول الاسم الحقيقي لملكة تطوان هل اسمها "الحرة" أم عائشة؟ واذا كان اسمها الحقيقي "عائشة "فلماذا يطلق عليها الجميع لقب الحرة إذن ؟.

    الأستاذ محمد داود صاحب كتاب "تاريخ تطوان" يقول حول هذه المسألة، أنه تمت تسمية أميرة الجبل "بالحرة"، تمييزا لها عن الإماء، " والأمة هي  مرادف العبدة"، لأن الناس في ذلك العصر بتطوان ، كانوا يكثرون من التسري بالجواري.
      
    وبالرجوع إلى وثيقة رسم زواج  الست الحرة المؤرخة بشهر ربيع الأول عام 948 هجرية نجد أن الفقيه محرر العقد بعد عملية الديباجة التي استهلها بالصلاة والبسملة والحمد على الرسول أشرف الخلق وعلى آله وصحبه وعلى قومه أجمعين ،مع تبيان عظمة الله وكرمه وشمول فضله على الخلق ،والذي اختص ذاته بالألوهية والربوبية والعبودية سبحانه لا إله إلا هو الحي القيوم ،بعدها يستعرض محرر العقد نسب وفضائل العائلتين المتصاهرتين وأخلاقهما وصلاحهما.

    أما مقدار الصداق وهو مربط فرس موضوعنا هذا، فإن الفقيه محرر العقد أوضح أن السلطان قدم للست الحرة نقودا وهدايا وعشرين عبدة من رقيق السودان، إضافة إلى أربعة أوقية "الفضة" علاوة على الأثواب والملابس وغيرها من العطايا النفيسة.

    و بخصوص مصطلح "رقيق السودان" فتجدر الإشارة أنه كان يحيل على سواد البشرة وليس المقصود به، دولة السودان الحالية التي تقع جنوب مصر، حيث أن هؤلاء الجاريات قد يكن  قادمات من تمبوكتو أو السنيغال أو أية منطقة بغرب افريقيا كان يصل إليها التجار المسلمون في ذلك العصر حيث كانوا يشترون العبيد من هناك ويبيعونهم بصوك قانونية بأسواق دار الاسلام .

    ملحوظة

    إن مقالنا هذا لا يهدف بتاتا الى التقليل من شخصية ملكة تطوان، وأميرة شمال المغرب بل العكس من ذلك، اننا نفهم أنها كانت ابنة بيئتها، حيث كان الرق أمرا عاديا ومتعارف عليه دوليا من طرف أمم ذلك العصر ،حيث بعدها سيأتي الهولنديون، وسيجعلون من القرصنة وتجارة تصدير العبيد لأمريكا أهم مصدر للثروة في ذلك الزمن.

    التاريخ لا يمكن تغييره لذا يجب أن نحترمه كما هو، بدون تحريف أو حذف أوخطابات جوفاء، كي نتعلم منه ونتقدم بعقلانية نحو المستقبل كما يفعل الهولنديون حاليا ، غير ذلك سنبقى أمة ضائعة، يدفعها انكار الحقائق، ويجرها تيار الأساطير إلى الوراء السحيق.


    ب
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: صداق الست الحرة يكشف العبودية بتطوان Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top