• اخر الاخبار

    30 أغسطس، 2017

    من منح لقب "ملكة" " للست الحرة؟؟


    من منح لقب "ملكة" " للست الحرة؟؟





     حينما أطلقنا من خلال جريدة "بريس تطوان" لقب "ملكة تطوان" على السيدة الحرة، أميرة  الجبل، ووريثة أسطول إمارة الرواشد بالغرب الإسلامي، فإننا لم نكن نطلق الكلام على عواهنه، بل كنا نستند في ذلك على المراجع الغربية والأجنبية الدقيقة.

    والسبب في ذلك يعود إلى كون أغلب المصادر العربية وجدناها شحيحة جدا، إن لم نقل خرساء وغير منصفة، وهذا أمر طبيعي داخل  بنية ثقافية تستند على "قوامة" الرجل ودونية المرأة، "فكيف لناقصة عقل ودين وحيض في زعم الأغلبية أن تكون ملكة "؟.

    إذن ليس من الغريب أن يقوم بعض المؤرخين والفقهاء وأزلامهم من الواقفين على باب سلاطين ذلك العصر، بمحو كل الأثار الجليلة، لهاته السيدة العظيمة ،والتي لم تنصفها للأسف "ذكورية" التاريخ العربي الاسلامي .


    وبناء عليه فان لقب "ملكة تطوان " وجدناه بالمصادر الاسبانية والبرتغالية والانجليزية، فمن سخرية القدر أن انصاف  "الست الحرة" جاء من عند أحفاد أشرس أعدائها، "المسيحيون عموما" والذين كانت تحاربهم  "ملكة تطوان" بدون هوادة، وتعتقلهم وتضعهم في "مطمورات"  بباطن الأرض بسجن "المطامر"، في انتظار حصولها على الفدية المقدمة لها من طرف ملوك شبه الجزيرة الايبرية.

    وفي هذا الصدد نجد أن  المؤرخين الإنجليز يسمونها "ملكة  القراصنة" ،اعترافا منهم بقوة شخصيتها وصلابة عزيمتها ،وانحناء واحتراما لشخصيتها الأسطورية ،تلك الشخصية التي كانت تزرع الرعب في قلوب ملوك أسبانيا والبرتغال على حد السواء ، ويهاب مواجهتها  أعتى "أدميرالات "البحر بمياه غرب المتوسط وبحر الظلمات ،"المحيط الأطلسي بلغة ذلك العصر ".

    الانصاف الثاني "للست الحرة" جاء على لسان سجين اسباني كان يخاف من "المطمورات "بشكل رهيب، إنه سجين غير عادي،  الأسير الذي يرجع له الفضل في تخليد اسم "المطامر" على أعمدة روائع الأدب العالمي ،انه الكاتب والروائي الشهير "سرفانطيس" الذي كان  أسيرا عند قراصنة أتراك الجزائر، والذين كانوا يعملون بدورهم لحساب "ملكة تطوان ".

    وفي هذا السياق تشير بعض المصادر الاسبانية أن الروائي "سرفانطيس"، لما كان قابعا بسجون وهران ، ربما تناهى إلى سمعه عن طريق أسرى مسيحيين أخرين، عن وجود سلطانة عظيمة الشأن بشمال المغرب، وعلى منوال هذه القصة المروية من داخل السجن، قام بسرد روايته الشهيرة "LA GRAN SULTANA.

    يذكر أن المصادر العربية الاسلامية عندما نخضعها للمعالجة الصحفية الاستقصائية، نجدها تتميز بخطاب أحادي الجانب  unidirectionnel  وهو خطاب غير مقنع وعقيم ،كما نجد أن هذه المصادر لا تسمي الأشياء بمسمياتها ،فهي لا  تتحفظ فقط على  اطلاق لقب "ملكة" على "السيدة الحرة"، بل تتحفظ كذلك على تسمية "القرصنة".


     أصحاب العمائم والفكر المغلق يجهلون  أن القرصنة هو مصطلح عادي بمفهوم عصر "السيدة الحرة"، حيث كانت ملكة الانجليز" اليزابيث الأولى" بدورها تمارس القرصنة ولا مشكلة لها مع ذلك.

    الغريب في الأمر أن عملية  اعتراض السفن في عرض البحر والاستيلاء على حمولتها  بواسطة  المدافع والسيوف وأخد رهائن في انتظار الفدية ،يغلفه  مؤرخو العرب بمصطلح أخر هو " الجهاد البحري " قياسا على "الجهاد البري" ،وهذا نابع من ثقافة "الاستحلال " الحرام والحلال" والصواب والخطأ "، وهي ثقافة  تغل كل فكر يحاول استقراء الوقائع التاريخية كما هي ،بكل حياد وموضوعية ، دون  تشطيبب أو تغليف أو بهتان.



    بريس تطوان

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: من منح لقب "ملكة" " للست الحرة؟؟ Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top