الإمارة الغمارية بجزيرة كريت
---------
الا ان الصرخات البابوية المستمرة تسببت في تكبد الإمارة خسائر وخيمة سنة 873 اضطر بعدها امير كريت شعيب بن عمر إلى دفع الجزية لمدة تقارب العشر سنواتخلفت وقعة ربض شقندة استياء لدى الحكم بن هشام الأمير الأموي فأمر بإخلاء الربض والذي يعد الغماريون اغلب سكانه واجلائهم فأبحروا سنة 827 وانقسموا إلى ثلاثة فرق الأولى هاجرت إلى المغرب وهاجرت الثانية إلى الإسكندرية في حين أبحرت الثالثة إلى جزيرة كريت اليونانية وقامت بالإغارة عليها إلى ان نجحت في السيطرة عليها بقيادة أبي حفص عمر البلوطي المولد الغماري من ام إسبانية وتلى ذلك تشييد عاصمته الخندق ثم الاقرار بالسلطة العباسية ثم قام الامراء بالتوسع شمالا نحو جزر كيكلادس واستطاعوا بعد ذلك فتح جزيرة وابية سنة 835 ثم لسبوس سنة 837 والقيام بعمليات القرصنة على طول بحر ايجة واستطاعوا كذلك تكبيد البيزنطيين افظع الخسائر المادية والبشرية ثم قاموا بحملة كبيرة استطاع الاقريطشيين فيها الاستيلاء على اجزاء واسعة من شبه جزيرة البيلوبونيز اليونانية سنة 865 بل قد وصلت القوة الكريتية إلى الاستيلاء على جبل اثوس اليوناني المقدس لدى المسيحين الأرثوذكس بل تجاوزت القوة ذلك إلى الاستيلاء على جزيرة مرمرة ومحاولة حصار القسطنطينية التي باءت بالفشل ثم تلى ذلك فتح كافت الجزر في البحر الادرياتيكي والتواغل داخل سواحل دالماسيا الكرواتية
لكن تدفق المدد والمتطوعين من شمال المغرب ومصر وتونس والشام ساعد الإمارة على العودة إلى الاغارة على المناطق اليونانية حيث استرجع الكريتيون جزر كيكلادس ووابية واجزاء كبيرة من جنوب البيلوبونيز تلى ذلك فتح جزيرة بطمس ثم الاستيلاء على جزر ناكسوس وباروس وايوس واجبار اهلها على دفع الجزية ثم قام الكريتيون بحملتهم الكبرى سنة 896 على البيلوبونيز بقيادة الامير محمد بن شعيب استطاعوا خلالها السيطرة على كمل البيلوبونيز والتوغل داخل الاراضي اليونانية ثم فتح اثينا العاصمة اليونانية حاليا في نفس السنة ثم قاموا وبالاستعانة بالاساطيل الشامية بالاستيلاء على تساليا ومقدونية الغربية وفتح مدينة سالونيك ثاني أكبر المدن البيزنطية
بعد هذه الحملة قام البيزنطيون بسلسلة من الهجمات استاطاعوا خلالها استرداد مدينة سالونيك ثم اثينا والمناطق المجاورة لها سنة 902 ثم قاموا بارسال حملة اخرى من مئة سفينة استطاعت استرداد البيلوبونيز وبعض الجزر سنة 911 الا ان الاسطول الشامي كبدها خسائر فظيعة قبالة سواحل اخوس فاضطر الناجون من البيزنطيين إلى العودة
عادت الغارت الكريتية ثانية بعد 912 فقاموا ثانية بالاستيلاء على البيلوبونيز وجزر كيكلادس ووابية وكافة جزر بحر ايجة لكن هذه المرة قامت الإمارة بتوسعات غير متوقعة في السواحل الغربية لاسيا الوسطى (تركيا) ادت إلى تكثيف البيزنطيين لجهودهم في محاولة الاستيلاء على الجزيرة وما قد استولت عليه حيث جهز الإمبراطور قسطنطين السابع اسطولا اخر من 137 سفينة سنة 949 الا ان هذا الاسطول تكبد هزيمة قوية اطاحت بهيبة الدولة البيزنطية وساعدت الكريتيين على مزيد من التوغل داخل الوسط اليوناني واسيا الصغرى
لكن سنة 960 أعد الإمبراطور رومانوس الثاني حملة جديدة أوكل قيادتها إلى نقفور الثاني ولكن هذه الحملة رست مباشرة على السواحل الكريتية فاحتلت كامل الجزيرة وقامت بحصار العاصمة الخندق حصارا طويلا دام حتى سنة 961 حيث احتل البيزنطيون المدينة وأجبروا أهلها على التنصر قصرا ومنعوهم من الهجرة فتنصر معظم السكان وفي مقدمتهم ابن امير كريت النعمان بن عبد العزيز الذي تنصر وانضم إلى الجيش البيزنطي إلى ان قتل في احدى المعارك سنة 972 في حين استمر الباقي على دينهم ومنهم الامير عبد العزيز بن شعيب الذي اقتيد اسيرا إلى القسطنطينية مع اسرته وتوفي فيها على الإسلام
ترك المسلمون الأندلسيون بكريت ارثا حضاريا كبيرا حيث لا تزال مدينة الخندق العاصمة الإسلامية لكريت والتي تسمى اليوم مدينة ايراكليو ويبلغ عدد سكانها اليوم 140 الف نسمة كما يعود الفضل للمسلمين في ادخال زراعة قصب السكر إلى الجزيرة
المصدر:
0 التعليقات:
إرسال تعليق